طالبت دراسة أمريكية حديثة بضرورة مضاعفة جلسات الغسيل الكلوي لست جلسات بدلًا من ثلاث كل أسبوع، لتحسين صحة المرضى بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص.
وقد استنبطت هذه النتيجة من تحليل مقارن لحالة مرضى يخضعون لثلاث جلسات غسيل كلوي كل أسبوع، لمدة تتراوح بين ثلاث لأربع ساعات كل جلسة مع مرضى آخرين يخضعون لست جلسات بالأسبوع، لمدة تتراوح بين ساعتين ونصف وثلاث ساعات في كل مرة.
وتضمنت الدراسة المقارنة التي بدأت عام 2006, 245 مريض فشل كلوي، وقد تم فحصهم جميعًا بالرنين المغناطيسي لتقييم تكوين عضلة القلب لديهم، كما أكملوا جميعًا استقصاء عن أنماط حياتهم.
وأثبتت الدراسة المقارنة أن المرضى الذين خضعوا لجلسات أكثر تحسنت لديهم حالة القلب بل وصحتهم بشكل عام، كما أسفر تكرار الجلسات عن تحسن هام بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي متمثلًا في تحسن ضغط الدم ونسبة الفوسفات في الجسم.
ونشر فريق البحث بقيادة الدكتور جيلن شيرتو رئيس قسم أمراض الكلى بكلية طب جامعة ستانفورد نتائج هذه الدراسة بجريدة نيو إنجلند الطبية هذا الشهر، الأمر الذي تصادف مع عرض نتائج البحث بالاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى في دنفر.
ويعلق د. شيرتو على الدراسة أن الكلى تعمل لمدة سبعة أيام بالأسبوع و24 ساعة باليوم، "ولهذا يمكننا تخيل لماذا يشعر المرضى بتحسن أكبر إذا ما كان عدد الغسيل الكلوي يؤدي نفس الوظيفة الطبيعية للكلى. إلا أننا يجب ألا نغفل التكلفة المالية المضاعفة لزيادة عدد الجلسات".
وتكلف تلك الجلسات لثلاث مرات بالأسبوع حوالي 75 ألف إلى 100 ألف دولار بالعام في الولايات المتحدة, فزيادتها لست مرات يعني أن يتضاعف هذا الرقم، وهو الأمر الذي يرهق ميزانية الرعاية الصحية وكاهل المواطنين أيضًا.
وهناك عائق آخر يتمثل في مضاعفة الملاحظة والعلاج المصاحب للغسيل الكلوي والإجراءات التي يتحملها المريض عند كل جلسة، بالإضافة للآثار الجانبية لتكرار زرع أنابيب بأوردة المريض، لهذا يقترح فريق البحث ألا تعمم توصية الست جلسات على جميع مرضى الغسيل الكلوي، بل تحدد وفقًا لظروف كل حالة.
ويعلق د. شيرتو قائلًا: "ليس هناك علاج يناسب الجميع. فبعض مرضي الفشل الكلوي لا ننصحهم بالغسيل على الإطلاق، بينما آخرون تكفيهم ثلاث جلسات بالأسبوع. وهناك البعض من هم في حاجة ماسة لست جلسات".
بينما يري د. ماثيو وير مدير قسم أمراض الكلى بجامعة مريلاند، أن فكرة الست جلسات تبدو عبقرية، إذ أن الكلى الطبيعية تعمل 168 ساعة بالأسبوع لتنقية الدم وإزالة السوائل الضارة منه.
ويضيف "تحاول جلسات الغسيل الكلوي فعل نفس الأمر، إلا أنها تقدمه بشكل متقطع لثلاث مرات بالأسبوع، وهذا يشكل مشكلة كبيرة لمرضي الفشل الكلوي، لأن السوائل الضارة تتمدد في الجسم وتجهد القلب. ولهذا أرى أن زيادة مرات الغسيل الكلوي تعد طريقة بارعة للتحكم في نقاء الدم وإزالة السوائل الضارة بطريقة طبيعية وبشكل مستمر، وهو الأمر الأفضل للقلب. وبهذا يتعرض المريض لجهد أقل في القلب ويعيش المرضى فترة أطول".
الكاتب: (ترجمة) منال علي
المصدر: موقع العربية